كل عام وتعاد نفس الكرة .. انتحاري . ضحايا . اطفال ابرياء . اعداد تتزايد . قاعدة .
حقا استغرب لهؤلاء الذين يذهبون لأداء زيارة اربعينية الحُسين "عليه السلام".. احيانا اشعر بأحباط كبير من مستقبل بلدنا العراق وخصوصا ان افواجا يذهبون مشيا دون وعي ودون ادراك وامامهم وخلفهم يتراكضون الاطفال الصغار والصغار جدا ... وليس هذا فقط بل يتركون كل شيء خلفهم فهذا اهم شيء في الحياة اليوم ..
قبل ايام تكلمت مع صديقة اخبرتني بانها تتمنى لو لم تكن حامل لكانت ذهبت مشيا . واخرى ولسوء حظها اصابها التهاب حاد في عظام القدم .. وفي قلبي قلت انها سعيدة الحظ ..
الشهادة والجنة هذا ماقد يفكر به من يذهب للزيارة وخصوصا مالو كانت ضمن اطار ووضع امني سيء ...
نعم استشهد واذهب الى الجنة فهذا الحُسين عليه السلام .. يؤلمني ان تتعارض افكاري اليوم مع مايحصل اليوم مقارنة بأفكاري في السابق ..
ومايؤلمني ان هناك من احبهم يتعنون لهذه الزيارة وقلبي يتلوع عليهم و خوفي لاحدود له فكل مرة اقرأ الاخبار واسمع الموبايل اقول يارب استر ..
مالاحظته بان من يذهبون للزيارة لم يبكون على الحسين بل على همومهم ومشاكلهم .. وهذا شيء اعتقد انه طبيعي وخصوصا اننا نخوض مرحلة عصيبة .. الارهاب , الشهادة , الجنة , النار , التضحية , العناد, المكابرة , الخداع , الجهل , انحطاط, مصطلحات محيرة في مجتمعاتنا اختلفت معانيها وبرمجتها اختلفت ...
الدين الاسلامي الى اين ومتى يعم الحب والسلام .. مرات اقول بان النظر للخلف لايساعد كثيرة فافضل ان انظر اليوم فقط لأعيش .. لكن مواقف تدعوني اليوم لاتمنى ان يعود الماضي ماضي الاجداد .. فحياتهم كانت جميلة .. حب وامان وثقة وحرية .. عندما انظر لصور جدتي انظر حضارة وثقافة .. وعندما افكر في مستقبل طفلة اليوم ارى الجهل والتخلف بل ارى حضارة بأكملها تتدمر ..
اختمها بالحمد الله على شيء وهو انني تعلمت المشي في العام الاول ولم يعلمني اياه احد
|